يقوم أحد المزارعين الإكوادوريين بترجمة حب نتج عن لقاء عابر بالصدفة في مراهقته إلى فعل بيئي ملهم ومهم، حيث يقضي فاسكيز ساعات من يومه في مراقبة الدببة وتصويرهم. دانيلو فاسكيز الذي يعيش في أحد الوديان الإكوادورية التقى دببة من فصيلة دببة الأنديز، أو ما يعرف بالدب أبو نظارة، عندما كان مراهقاً ومنذ ذلك الحين نذر حياته لرعاية الدببة والحفاظ على وجودهم كونهم فصيلة معرضة للانقراض، والفصيلة الأصلية الوحيدة في جنوب أمريكا. وفي الوقت الذي تتهم الدببة فيه بالخطأ أنها تقتل القطعان، لا يمكن إنكار أنها تقوم بإفساد محاصيل الذرة، مما دفع بالمزارعين بكثير من الأحيان لمحاولة قتلها، وهو ما كان فاسكيز له بالمرصاد، حيث كان يدفع من جيبه الخاص قيمة الخسائر التي يتكبدها المزارعون بسبب الدببة. ولأن التكلفة عالية، قرر فاسكيز إيجاد طريقة أخرى لتمويل التعوضات فأنشأ مزاراً سياحياً في مزرعته يستقبل 80 زائراً كل أسبوع. وقام ببناء بيت شجرة خشبي لمراقبة الدببة، إضافة إلى إنشاء أرجوحة من الحبال يطل راكبها على الوادي، وفرص كثيرة للتصوير مع مناظر خلابة. مشروع فاسكيز نجح وبات يدر أمولاً لتعويض المزارعين الذين أصبحوا أكثر ألفة مع الحيوانات، كما بدأت هذه الحيوانات بالتكاثر، فقبل خمسين عاماً مثلاً لم يكن في المنطقة ولا دب واحد. وعلى الرغم من كبر حجم الحيوانات - الذكور يزيد وزنهم عن 100 كيلوغرام - لم تقع أية حوادث لهجمات على البشر في المنطقة. وكون المشروع أكبر من قدرة رجل واحد على الاستمرار به بات فاسكيز يعمل كجزء من Big Mammals Conservation وهي منظمة غير حكومية إكوادورية متخصصة في الحفاظ على الحياة البرية في البلاد، حصلت على منحة من الحكومة المحلية لتمويل كاميرات تصور حياة الدببة التي لا يمكن مشاهدتها بدونها، حيث الدببة خجولة جداً من البشر وتفر بمجرد شم رائحتهم. يذكر أن دببة الأنديز هي مصدر إلهام لشخصية فيلم الأطفال الشهيرة بادينغتون. للمزيد على يورونيوز: "دبلوماسية البندا" تنعش العلاقات الروسية الصينية شاهد: كاميرات محمية طبيعية ترصد باندا بيضاء نادرة في الصين طفل أميركي في الثالثة يقول إن دبّاً حماه بعد أن تاه يومين في الغابة